سوار الذهب العراقي
من اكثر الشخصيات السياسية البارزة كان المشير عبد الرحمن سوار الذهب العسكري و السياسي السوداني الذي قاد انقلابا عسكريا لتغيير الحكم في السودان منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم واطاح بحكومة جعفر نميري الذي الذي كان يحكم السودان منذ العام 1969 حتى الاطاحة به في العام 1985 ، وبع نجاح الانقلاب ، ماذا فعل سوار الذهب ؟ هل تسلم السلطة وشكل حكومة وبقي في السلطة حتى الاطاحة به من قبل جنرال اخر ؟ وهذا شأن كل الجنرالات الذين قادوا الانقلابات في الدول العربية ، كلا لم يفعل هذا بل فعل ما لم يفعله الاخرون قبلة او بعده ، فقد شكل حكومة مؤقتة لتسيير امور البلاد واقام انتخابات رئاسية ، ولم يرشح نفسه ، بل سلم السلطة لمن فاز في الانتخابات من المدنيين ، وبقي سوار الذهب يحضى باحترام الشعوب سواء في السودان وغير السودان ، رغم ان العسكر عادوا الى السلطة في السودان بانقلاب اخر بعد سنوات قليلة .
وفي العراق وبعد سقوط الديكتاتورية وفقدان البعث للسطة التي بقي ممسكا بزمامها لعقود من الزمن ، كنا نتمنى ظهور سوار الذهب العراقي ذلك الذي يرتب شأن البيت دون ان تكون له اطماع في السلطة ، غير اننا لم نجد ذلك فقد صُدمنا بسلطة الائتلاف التي لايبدو ان الامر العراقي يعنيها ومعها مجلس الحكم الذي لم يك على ما بدا انه يمتلك اية صلاحيات وبدا انه كان مجلسا تشريفيا ، وتكررت معظم اسماء اعضائه في اول حكومة مؤقتة برئاسة الدكتور اياد علاوي ، واضيفت لهم اسماء جديدة ، تكررت في الحكومة المنتخبة الاولى ، وتولى نفس الاشخاص وضع الدستور الهش ، وتبنوا المحاصصة الطائفية التي حجبت الاستحقاق الانتخابي ، ثم عادت نفس الاسماء تقريبا الى الواجهة السياسية بعد الانتخابات الثانية واليوم نراهم يتصدون لوضع قانون للانتخابات يرجح بقائهم وهكذا دواليك مستقبلا .
وفي كل تلك المراحل كنت اتمنى ان ارى سوار الذهب العراقي كما اسلفت غير انني لم اجده لحد الان ، فمن يا ترى يكون له الايثار مع القدرة طبعا ليكون الجندي المجهول من اجل البلد .